السؤال :
شيخنا الكريم : قد أساءت إحدى دول الكفر - وهي الدانمارك - ، في عام مضى إلى نبينا صلى الله عليه وسلم ، وعادت كرة أخرى بحملة أشد من الأولى ، وليس هذا بمستغرب من أعداءالإسلام ، فما بعد الكفر ذنب ، لكننا نتمنى موقفا رسميا يُظهر بذلك عزة الإسلام وأهل الإسلام من أهل هذه البلاد المباركة ، التي بين لنا رسولنا - صلى الله عليه وسلم - أنها هي مَأْرِز الإسلام في آخر الزمان ؛
فما توجيه فضيلتكم جزاكم الله خيرا؟
الجواب :
قال الشيخ العلامة اللحيدان :
[ لا شك أن هذا الشيء المنسوب إلى تلك الدولة ، هو بالنسبة للعداء - عداء الكفار للمسلمين - أمر غير مستغرب ، فقد قال الله تعالى لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - : { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم } ، ويحبون ما يسيئ إلى المسلمين ، لكن على المسلمين أن يتعاونوا ، إذا لم يكن لديهم قوة تردع ، فإن عندهم أموالا لها أثرها ، لو قاطعت الدول الإسلامية كل دولة تسيء إلي الإسلام وتعتدي على مشاعر المسلمين ، وقاطعوها في التجارة ، لكان لذلك أثر كبير ، وادعائهم بأنهم يعطون الناس حريتهم ولا يتدخلون هم كاذبون فيما يقولون ، ولو انتهكت سياستهم ما سكتوا عمن يسيئ إليها!.فالواجب على حكومات العالم الإسلامي ،
والواجب على عامة المسلمين من تجار وغيرهم ، أن تكون مواقفهم مواقف أهل الغيرة على دينهم ، ونبيهم صلى الله عليه وسلم، ومشاعر إخواننا المسلمين في كل مكان ، الولاة والحكام عليهم واجب على قدر سلطتهم،والتجار والموردون عليهم واجب أيضا على قدر إمكاناتهم ، ولو تعاون الناس في مثل هذا المجال ، وقاطعوا كل دولة يصيبهم منها سوء ، لحسبت الدول الصناعية الكبيرة حسابا للأمة الإسلامية ، فإن الأمة الإسلامية لها وزنها في هذا الوجود ، وتعدادها الكبير له أثره أيضا في المقاطعات ، إذا قاطعوا أي دولة سوف تُمنى تلك الدولة بالخسارة.
فليت أن جميع الناس من تجار وغيرهم ، يتصرفون ، وإذا كانت الدول لا تتصرف ، تحكمها سياستها ، فالمستهلكون لا أحد يحكمهم ، ولا يُرغم على أن يستهلك بضاعة بلد دون بلد ، فنسأل الله أن يهيئ أسباب كبت تلك الدويلة الفاسدة الخبيثة ، وكبت كل من يقف معها ، وقد وقف معها في إساءتها الأولى بعض كبار الدول ، التي نسأل الله جل وعلا أن يضعضع منها ويذلها ، وهوالقادر على كل شيء ].
انتهى كلامه – حفظه الله تعالى - .
من لقاء مفتوح في جامع الراجحي في الرياض .
والله يجزي الشيخ العلامة صالح اللحيدان خير الجزاء على هذا التوجيه السديد